(المصريون) : بتاريخ 14 - 10 - 2009
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] حالنا المايل ينعكس على التوتر الحادث حاليا بين مصر والجزائر وخطة الطوارئ التي أعدها البلدان العربيان الكبيران لموقعة 14 نوفمبر في القاهرة!
ليس مستبعدا أن تتطور الأمور إلى حرب أهلية، فالكرة عندنا وعندهم وعند كل الشعوب العربية خبز الفقراء ولعبة السياسيين وملهاة الناس.
المصريون يعتبرون خطة عبور 14 نوفمبر أهم من خطة عبور 6 اكتوبر، والجزائريون، ذلك الشعب الشامخ القوي، درع الاسلام وسيفه، حصروا همومهم وخواطرهم وأحلامهم في الصعود لنهائيات كأس العالم، كأن كل مجدهم وكرامتهم ينتظرهم في جنوب أفريقيا!
لسنا في حاجة لتذكيرهم بالمليون شهيد ولا ببطولاتهم لخدمة دينهم في أكثر من ميدان، ولا جيشهم الذي وقف مع أشقائهم المصريين في حرب اكتوبر، ولا لتذكير أنفسنا بأن همنا وعزمنا يجب أن يتجه للميدان الصحيح، ففوزنا على الجزائر أو هزيمتنا لا يزيد الكرامة ولا يحط منها. الحضارة والتقدم لا يرتبطان بجلد منفوخ، ولا بأهداف تدخل المرمى.
للأسف الشديد تم جر الجزائريين والمصريين إلى هذا المستنقع، ودفعهما إلى قضية لا تؤخر ولا تقدم، وليست أكثر من 90 دقيقة من التسلية، فإذا بها موضوع سياسي يجب أي تفكير بخصوص قضايا جوهرية ومهمة.
في ظل العقلية السائدة يمكن أن تصل الأوضاع لقطع العلاقات الدبلوماسية، خصوصا أن السفير المصري في الجزائر سارع إلى نفي الأنباء التي ترددت عن تقليص التأشيرات الممنوحة للجزائريين الراغبين في السفر إلى القاهرة لمتابعة المباراة.
ورغم أن هذا النفي يبدو ظاهريا محاولة من الخارجية المصرية لتلطيف الأجواء، فإنه في باطنه مؤشر على العقلية السائدة الآن في الهرم الأعلى بالدولتين، وعلى ما وصلت إليه أوضاع الناس من تسطيح.
الجزائريون بدورهم يتحدثون عن مؤامرة عالمية على بلدهم لخطف بطاقة التأهل وأن شركات عابرة للقارات تكمن وراء ذلك، من أجل الحصول على أرباح أفضل في حالة صعود مصر، قياسا بالجماهيرية وحجم الاعلانات المتوقع من منطقة الخليج، وحقوق البث التليفزيوني.
وزيادة في بث الانقسام والكراهية والحقد بين الشعبين، جند إعلاميون أنفسهم لاستفزاز الطرف الآخر. ففي مصر خرج من يتحدث عن فضلهم على الجزائر بتعليمهم اللغة العربية ومشاركتهم في حرب التحرير.
وفي الجزائر كتب من عاير مصر بفولها وعدسها وبصلها، وأنه لولا جيشهم لدخل الاسرائيلون قاهرة المعز في حرب اكتوبر عقب ثغرة الدفرسوار، وعن ضبط مساعد حكم مباراتهم مع رواندا يتحدث اللهجة المصرية في فندق الهيلتون!
دعونا لا نستهين بتلك النعرات المتبادلة وبالصناعة الجديدة لنظرية المؤامرة لتبديد طاقة شعبين مليئين بالحيوية والحراك الاجتماعي والفكري والنفسي. لا يجب أن نستند على قولتنا الشهيرة بانهم قلة هناك وهناك، وأن الأغلبية واعية ومتزنة، فالواقع أخطر من ذلك التسهيل والتنويم.
النار تزداد اشتعالا بفعل وسائل إعلام في الدولتين يقودها مراهقون لا يعرف أي منهم القيمة الحقيقية للجزائر أو مصر على الخارطة الإسلامية.
لو كنت املك القرار السياسي لانسحبت من هذه المباراة إذا لم تتوقف الفتنة فورا، فالظاهر حاليا انها تجري نحو مستقر لا نعرف كيف سيكون، خصوصا أن الحديث يجري عن معركة حربية وليس مباراة كرة قدم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]نسأل الله أن يجعل لها أذان صاغية وقلوب واعية يا أشقة مجرد كرة لا غير احذروا من الصهاينة يحبون أن نتشققوا فتذهبا ريحنا.